في زحام الحياة , وبين الطرقات المفترقة
أجدهم هناك ألمح آلامهم واكاد اسمع ونينهم
فمنهم من آلمته الظنون , ومنهم من كسرته الظروف , ومنهم من قتله الغدر !
هؤلاء هم البشر ..
من منا لم يحزن ؟
ومن منا لم ينكسر يوما ؟!
أتبحث عن السعادة ؟
أتريد الراحة والأمان ؟
هل الانكسارات ..
سكنت الأفئدة فحولتها الى ما هو اشبه بكومة من فوضى مشاعر مطعونة وكرامات متساقطة ؟!
انا ايضا خنقتنني آلام الحياة يوما ففتحت نافذة ( اهداني اياها ربي )
فتجدد الهواء من حولي ورزقت بفرح من حيث لا احتسب
- اقف معكم هنا لأهديكم ما أهداني اياه ربي ..
ما هو ؟
هو شيء اعطاني اياه بلطف منه , اكاد استشعر بكل ثانية ما اهداني وافرح .. افرح بشدة
وتغمرني كل اسارير هذا الكون الكبير الذي بت لا ارى فيه شيئا جميلا سوى حبه فقط
( حبه سبحانه ) ..
اذا ما هي هذه الهدية الجميلة التي بت بها احيا ؟
عرفته فأمطرني سعادة .. نعم انها (( معرفته )) .
أنادي كل قلب مكسور , وكل روح محتاجة , كل شخص ضاقت به السبل
وكل مبتلي , ومريض , وفقير , وضعيف
واسألهم هل تحترق قلوبكم ألما ؟!
اذا دعوني اخبركم بشيء لو استشعرتموه لفرحتم بهذا الألم ,
انها حرارة القلب في صبرنا عليها ((حرق لملايين الذنوب )) يا لهذا اللطف الذي لا يشمل جميع الخلق
الآن ( لنتعرف اليه ) :
المؤمن :
حين تضيق فيني السبل وتغلق الابواب ولا اعلم اين اذهب وبمن الوذ فقلبي لا يطمأن وروحي في فزع من مصائب الدنيا وهواني على الناس , حين اخاف , حين افقد عزيزا ,اين انا من اسم الله ( المؤمن ) ؟
- قل بقلب تملأه الثقة :
" يا مؤمن امن قلبي , يا مؤمن امن فقدي , يا مؤمن امن ايماني "
العزيز :
لقد عشت مع هذا الاسم حب لا يعلمه سواه سبحانه , وقد تغيرت حياتي وتغير تفكيري وبت اسعد بذاتي
كيف لا وهو العزيز سبحانه .
هل شعرت يوما بالإهانة ؟ بالإستصغار ؟ بالألم ؟
هل انتقص حقك يوما ما ؟ وعجزت عن الرد ؟
هل آلمك قريب لك وآثرت الصمت على البوح ؟
اذا قل ( يا عزيز ) .. واستمد القوة منه , ابتغي العزة ليعزك
احيانا تأخذنا العزة بأنفسنا كأن نردد في احد المواقف :
" سأرد اعتباري يوما / انتظر ماذا سأفعل / هل تعلم من انا " ...الخ
هنا نريد العزة نعم جميعنا يريد عزة نفسه وكرامته , ولكن لننتبه كي لا نبتغي عزتنا من انفسنا
ولنلجأ الى ( العزيز )
كيف ؟
1- لا يفزع قلبي لغير الله
( السكوت ليس ضعفا بل طلبا للعزة من العزيز )
2- أسأل الله بإسمه ( العزيز ) أن يلهمني فعل الصواب في شتى احداث حياتي
( اللهم دبرني فإني لا أحسن التدبير )
3- لا أكتفي بسؤاله مره واحدة بل أعتكف السؤال
ثقوا بالعزيز فوالله " حاشاه ان يرد ايدينا صفرا خائبتين " .
يبقى السؤال هنا قد يراود الكثير :
ألا أبذل الاسباب ؟!!
بلى , ولكن لنضع نصب أعيننا ونستشعر انه يجب على القلب ان لا يلتفت للأسباب وينسى خالق الأسباب
استعين به سبحانه , وهو اقسم لكم سيسخر لنا الأسباب بعد اللجوء اليه .
________________________________
" ربي زدني علما بك , وارزقني حسن التوكل عليك , والثقة بك , واللجوء لك وحدك يا لطيف "
_______________________________
قد يظن احدنا بأنه عاص ولا يستحق شيئا او لهذا تتلقفه المصائب ,
تذكر اخي تذكري اختي انه ( الحليم ) اي : الذي لا يعاجل بالخطايا , فهو يبتليك ثم يفتح لك ألف باب
كي تعود اليه ثانية .
___________________________________
ان غزت قلوبكم الآلام وتجرعتم مرارة الكدر وطمست طموحاتكم واحلامكم وفشلت مشاريعكم , ووأدت الكلمات في جوف القلوب وابتلعتم الحسرة , أبحروا بين ثنايا اسماء الله الحسنى ففيها الشفاء من كل جرح , والنجاح في كل خطوة , والسعادة في شتى الطرق , كيف لا فهو يعلم الألم ولا يجبره إلا ( هو ) #الجبار .
* العلم بالله يغنينا عن الدنيا وما فيها فالعلم به سبحانه يسوقنا له وحده , العلم به يدعو لمحبته ورجاءه وبهذا يتحقق لنا الفوز بالدارين والسعادة :)
أسأل الله لي ولكم ان ينفع بنا الأمة
وفقكم الرحمن لما يحب ويرضى